طواف الإفاضة
لصحَّة الطواف شروطٌ نلخِّصها فيما يلي:
- أن يتوفَّر له ما يشترط لصحَّة الصلاة من النيّة، والطهارة من الحَدَث الأكبر والأصغر، ومن النجاسة على بدنه، أو ثوبه أو المكان الذي يطوف فيه، ويستر العورة.
- يشترط أن لا يَدْخُل بشيء من جسمه أثناء الطواف إلى حدود الكعبة، فعليه إذاً أن يطوف بالبيت من خارج حدود حِجْر سيدنا إسماعيل عليه السلام، لأنَّ الحِجْر داخل ضمْن حدود الكعبة. فلا يجوز الطواف من داخله.
- يشترط أن يجعل البيت عن يساره أثناء طوافه بادئاً بالحَجَر الأسود فلو بدأ بما وراء حدود الحجر الأسود، لم تحسب طوفته حتى يصل إليه.
- يشترط أن يكمل طوافه سبعة أشواط، أي سبع طوفات. فعندئذ يتم ركن الطواف، ويعتبر ذلك كلُّه طوافاً واحداً.
سنن الطواف:
سنن الطواف تتلخَّص فيما يلي:
- أن يطوف ماشياً رجلاً كان أو امرأة، إلا إن أعاقه عن ذلك مرض ونحوه، فلا كراهة في أن يطوف راكباً.
- أن يستلم الحجر الأسود أول طوافه ويقبِّله ويضع جبينه عليه، فإن لم يتمكَّن أن يتلمسه بيده لازدحام ونحوه أشار إليه بيده عن بعد مكبِّراً ومهلِّلاً. وهذه السنَّة خاصة بالرجال. أما المرأة فلا يسنّ لها استلام ولا تقبيل، إلا إذا خلا المطاف أمامها. وإذا كان في الطواف ازدحام، بحيث كان استلام الحجر وتقبيله يسبب إيذاء للناس، سقط استحباب ذلك للرجل أيضاً، بل ربما عاد ذلك مكروهاً أو محرَّماً، حسب درجة الإيذاء التي تأتي نتيجة ذلك.
- أن يكرر الاستلام والتقبيل للحجر الأسود عند كلِّ شوْطٍ من طوافه، بالشروط التي ذكرناها، ويسنُّ أيضاً استلام الحجر بعد الطواف وصلاته.
- أن يقول في أوّل طوافه: ” بسم الله والله أكبر، اللهم إيماناً بك، وتصديقاً بكتابك، ووفاءً بعهدك، واتِّباعاً لسنَّة نبيِّك محمَّد عليه الصَّلاة والسَّلام “. وأن يقول قبالة باب الكعبة: ” اللهم إنَّ البيتَ بيتُك، والحرمَ حرمُك، والأمنَ أمنُك، وهذا مقامُ العائِذِ بكَ من النَّار “. وأن يقول عند الانتهاء إلى الركن العراقي: ” اللَّهم إنِّي أعوذُ بكَ من الشكِّ والشرك، والنِّفاق والشِّقاق، وسوءِ الأخلاق، وسوءِ المنظر في الأهل والمال والولد “. وأن يقول عند الانتهاء إلى تحت الميزاب: ” اللَّهم أظلَّني في ظلِّك يوم لا ظلَّ إلا ظلّك، واسقني بكأس نبيِّك محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم شراباً هنيئاً لا أَظْمأ بعده يا ذا الجلال والإكرام “. وأن يقول بين الركن الشامي واليماني: ” اللَّهم اجعله حجَّاً مبروراً، وذنباً مغفوراً، وسعياً مشكوراً، وعملاً مقبولاً، وتجارةً لن تبور، يا عزيز يا غفور “. وأن يقول بين الركنين اليمانيَّيْن: ” اللَّهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وَقِنَا عذاب النار “. ويدعو بما شاء من الأدعية، والدعاءُ المأثور الوارد عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في الطواف أفضل من القراءة، والقراءة أفضل من غير المأثور.
- أن يرمَل في الأشواط الثلاثة الأولى، بأن يسرع مشيه مقارباً خطاه، ويمشي على هيئته في الأشواط الأربعة الأخرى، إذا كان سيعقب طوافه سعي، وإلا بأن كان قد سعى بعد طوافٍ سابق، فلا يسنّ الرَّمَل فيه. ويسنّ أثناء الرَّمَل أن يجعل وسط ردائه تحت منكبه الأيمن، ويلقي طرفيه فوق منكبه الأيسر. ويسمَّى ذلك اضباعاً.
- أن يصلِّي بعد أن يتمَّ طوافه ركعتين خلف مقام سيِّدنا إبراهيم عليه السَّلام، يقرأ في الركعة الأولى بـ ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ ﴾، وفي الركعة الثانية بـ ﴿ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ﴾.