استقبل سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى الرئيس تمام سلام الذي قال بعد اللقاء: لقائي في صبيحة هذا اليوم مع صاحب السماحة مفتي الجمهورية هو في إطار التواصل في قضايانا العامة، والاستماع إلى ما عنده من رأي ومن توجيه، وكالعادة كانت الآراء متفقة، ونسعى سويًا مع كثير من الإخوة الآخرين إلى ما فيه خير طائفتنا ووطننا والشأن العام.
أضاف: اليوم وبعد مرورنا بمرحلة صعبة جدًا دامت أشهرًا طويلة وتخللها الكثير الكثير من العثرات، والكثير من المطبات، والكثير من الضرر والأذى للبلد وللناس، وخصوصًا ما يتعلق بالوضع الاقتصادي والوضع المالي، وصدقية الدولة، ومكانة الدولة، نستطيع القول: أخيرا أتى الفرج، وتم تشكيل حكومة جديدة، وبالتالي نتمنى لهذه الحكومة ولرئيسها بالذات الذي تحمل الكثير في هذه الفترة، أن يمضوا في معالجة الأمور، وأن يمضوا في إعادة الثقة للبلد ولمكانة لبنان. المشوار ليس سهلا، التحديات كبيرة، الاستحقاقات أكبر، وبالتالي بحاجة إلى تضافر جهود كل الناس في سبيل تعزيز مكانة اللبنانيين، والسعي إلى مساعدتهم لمواجهة كل الاستحقاقات، أنا أملي أن نكون قد انتقلنا إلى مرحلة إيجابية وبناءة، لننجح جميعا بالتعويض عن كل الضرر الذي أصاب البلد في الفترة الماضية.
سئل: كيف تنظرون إلى السجالات السياسية بين الوزراء في الحكومة الواحدة وقبل نيل الثقة؟
أجاب: السجالات القائمة في البلد بين الوزراء وبين السياسيين بشكل عام ليست جديدة، فهي جزء من الفولكلور السياسي في البلد، فإذا كنا نطمح ونتطلع إلى مرحلة بناء، وإلى مرحلة إخراج لبنان من مأزقه، وإلى مواجهة التحديات، فمن المؤكد أنَّ هذا النوع من الفولكلور مزعج ومسيء، ولا يساعد على النهوض بالبلد. لذا نتمنى على الجميع أن لا يقصروا باتخاذ المواقف السياسية التي يجدون فيها فائدة لرؤيتهم لهذا البلد ولمستقبله، لرؤيتهم للبنان واللبنانيين، ولكن عليهم ألا يذهبوا إلى أماكن تشكل خطرًا على البلد، خصوصًا وأننا نسمع الكثير من المواقف التي تأخذ بُعدًا فوقيا، وبعدًا تجبُّريًا، وبُعدًا قاسيًا، بعضها يثير نزاعًا حادًا، ويصور الأمور للناس والبلد وكأن الإنجاز الذي تم بتشكيل الحكومة هو أيضًا عرضة للإضعاف والتراجع، وبالتالي، لن نحصد إلا مزيدًا من السوء، ومزيدًا من الضرر على البلد، فتمنياتي للجميع، ولن أسمي، أن يعتنوا في هذه المرحلة بمواقفهم السياسية، لتصب كلها في ما نحتاجه من وحدة صف في مواجهة التحديات.
سئل: هل في رأيكم هذا السجال يؤثر على عمل الحكومة؟
أجاب: كل سجال من هذا النوع الذي يذهب في بعض الأحيان إلى التبجح والعنتريات، وبعض الأحيان الأخرى إلى وضع العصي في الدواليب وإيجاد العراقيل، كل ذلك قد يضعف الحكومة حتى قبل أن تمضي في سبيل أدائها، وفي سبيل القيام بدورها اللازم، وأتأمل من هنا الانتهاء من وضع البيان الوزاري، والدعوة لجلسات ثقة، كي تكون الأمور أفضل، ولكي نمضي بهذه الثقة ونعطي الحكومة ما تستحق من دعم، وأدعو أيضا الجميع إلى الهدوء وإلى عدم الذهاب إلى أماكن، قد تأتي كما قلت، بالمزيد من الضرر.
سئل: هل أنتم من الداعمين إلى التضامن الوزاري؟
أجاب: لا يمكن لأي حكومة أن تنهض في عملها وتنجح إذا كان بداخلها متاريس أو مناكفات، هناك اختلاف في الرأي يُناقَش، وينتهي إلى حلول ومخارج تُعتمد من قبل كل الحكومة، وهناك أيضًا ناطق باسم هذه الحكومة، بحسب الدستور هو رئيسها، فبالتالي التنطع من هنا ومن هناك لإبداء مواقف لها علاقة بدور الحكومة، أو بالمهمات التي على الحكومة القيام بها، أو بالمواقف التي تتخذ بعدًا، لأنَّ لها علاقة بقرارات حاسمة ومبرمة، قبل أن تتم مناقشتها في الحكومة، كل ذلك من المؤكد لا يساعد، وبالتالي التضامن الحكومي هو مفتاح نجاح هذه الحكومة في التصدي للكثير من المشكلات التي يعانيها البلد، والتي لن نخرج منها إذا ما تعثرت العلاقة بين الوزراء، وأصبح مجلس الوزراء مكان خلاف، بدل أن يكون مكان اتفاق.