دعا النائب نهاد المشنوق إلى حوار وطني حول القواعد الوطنية الثلاث التي دعا إليها البطريرك بشارة الراعي خلال الأسابيع الأخيرة، وهي “حياد لبنان، ما عدا في التزام القضية الفلسطينية المحقة، وهذا عنوان عربي كبير، وتحرير الشرعية من الاحتلال الواقع عليها، وتنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بلبنان ومشاكله الحدودية، سواء المتعلقة بالداخل والسلاح أو بالخارج مع جيرانه”.
كلام المشنوق جاء بعد زيارته مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، في دار الفتوى، وقال إنه:” طرح على المفتي عدم التعامل مع هذه الثوابت الثلاث على اعتبار أن هناك مؤيدين ومعارضين لها، وأن يكون الحوار الوطني الجدي بديلا من هذا الانقسام”.
وطالب الافرقاء بالاعتراف بوجود “أزمة سياسية في علاقات لبنان الخارجية، تضاف إلى تقصير الحكومة الحالية وكل الحكومات السابقة، ومنها التي كنت أنا عضوا فيها، في تنفيذ إصلاحات تفتح لنا الأبواب”.
ودعا المشنوق الى “الشروع بحوار داخلي، في حين يتحاور العالم كله حول موضوعنا، فلنجلس مع بعضنا البعض، ولنتحاور حول هذه القواعد”.
وأضاف: “يجب أن نبدأ بالسياسة، والآخرون المعنيون بالإصلاحات، سواء في مجلس الوزراء أو غيره، نحضهم على اتخاذ قرارات تعيد فتح أبواب المجتمع الدولي، وربما المجتمع العربي القادر على المساعدة، لكن أولا علينا الجلوس مع بعضنا البعض، وعلى القوى الفاعلة والمؤثرة والقادرة أن تتحاور حول القواعد الثلاث التي طرحها غبطة البطريرك، ولا بد من إيجاد قواسم مشتركة بين كل القوى، تفتح لنا الباب على حلول”.
واعتبر أن هناك “ما هو أكثر إيجابية من الذي نسمعه يوميا، سواء من مسؤولين عرب أو من مسؤولين أجانب، ونترك لسماحته أن يقرر إذا كان مفيدا تبني هذا الاقتراح، في هذا التوقيت”.
كما كشف المشنوق أنه تشاور مع المفتي حول “كيفية المساهمة في معالجة الأزمة الاقتصادية والمالية والاجتماعية والمعيشية الكبرى التي يمر بها لبنان، خصوصا في البيئة المحيطة بدار الإفتاء، وكيفية التعاون قدر الإمكان لتخفيف آلام الناس”، مؤكدا أن “سماحته لم يقصر لا قبل ولا بعد”.
وردا على سؤال حول انتفاضة 17 تشرين، رفض المشنوق اعتبارها “نقمة” قائلا: “هذه الثورة ليست هي من سبب الأزمة، بل هي نتيجة الأزمة وهي عبرت عن مشاعرنا جميعا في وقت من الأوقات، وهي كانت ولا تزال تعبر عن رأي الشعب وعن حاجاته وعن مشاكله”.