استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان الذي قال بعد اللقاء: بالطبع موضوع الزيارة لسماحة المفتي هو للتهنئة بعيد الأضحى المبارك، صحيح أن الزيارة متأخرة، ولكن لا ننسى أيضًا أننا على أبواب رأس السنة الهجرية الجديدة، ومن الطبيعي أنَّ أيَّ لقاء يحصل على مستوى مسؤولين أن يتناولوا الوضع الحالي، لأنَّ وضعنا لا يُحتمل، والناس في ضيق كبير، وكذلك الدولة في ضائقة كبيرة، أنتم تعلمون أنَّ المؤسسات عدا الأمنية منها تفقد ليس فقط هيبتها وإنما تفقد حضورها أيضًا، على الأقل حضور المؤسسات ليس موجودًا، لذلك في ظلِّ الدمار في الجنوب، وسقوط الشهداء يقتضي بنا الذهاب فورًا إلى انتخاب رئيس جمهورية، من دون وضع شروط مانعة أو مسبَّقة. وفي رأيي أن مجلس النواب يجب أن يُفتح من دون شروط كذلك، والأطراف كلُّها يجب أن لا تضع شروطًا للمشاركة في أي حوار يمكن أن يحصل، من غير الضروري أن نقبل بالأسماء التي تُطرح حتى نعترض على مناقشتها، إنما يجب مناقشة مصلحة البلد، مناقشة وقف الحرب في الجنوب، حتى تستعيد المؤسسات بعضًا من هيبتها بعد أن فقدت حضورها، فعلى الأقل يجب أن تكون حاضرة في هذا الوقت. ولا يجب أن نخاف من أي لبناني يُنتخَب رئيسًا، فلندع الديمقراطية تأخذ مجراها، فالرئيس عندما يُقسم على الدستور يتحرر من كل ارتباطاته الحزبية، والسياسية، والطائفية، وحتى العائلي، لذلك لا خوف على لبنان من انتخاب رئيس بالطريقة الديمقراطية، وقد مرت علينا ظروف كثيرة وعهود كثيرة، فالفراغ أسوأ شيء وأضر شيء بالدولة اللبنانية.
سئل: هناك من يقول لا يمكن انتخاب رئيس للجمهورية إلا بالحوار أو التشاور وإلا، لا انتخاب رئيس للجمهورية؟
أجاب: أنا أوضحت أنه يجب فتح المجلس النيابي من دون شروط، وقبول الحوار من غير شروط، إذا قمنا بهذين الأمرين – يمشي الحال – فنتحاور حول مصلحة البلد، وضرورة الانتخاب، ومضار الفراغ الرئاسي ومحاذيره، وقبل ذلك كان فراغ رئاسيّ، ولكن لم يكن هناك حرب. والآن
اجتمع الفراغ والحرب، فلا ندري هل سيستمر الفراغ القادم، وكذلك الفراغ الحالي. أم سيكون هناك فراغ جديد بعد عام جديد؟
سئل: لو طبقوا إعلان بعبدا اليوم فهل سنكون في الظروف نفسها؟
أجاب: أعتقد أننا كنا قطعنا مراحل كثيرة، وليس فقط الموضوع العسكري، وإعلان بعبدا كان يركز على تماسك اللبنانيين فيما بينهم، ورفضه دل على عدم تمسك اللبنانيين بالثوابت اللبنانية، وعدم توافقهم على هذه الثوابت.
سئل: ماذا تقول للعرب واللجنة الخماسية؟
أجاب: كتر خيرهن، نحن لا ننتظر حتى يجلو الوضع، إنما هم ينتظروننا نحن حتى نتصرف. شكرًا لهم. والأفضل أن تقوم الأطراف السياسية بحل هذه الأمور، واللجنة الخماسية عندهم مشاغلهم، كفرنسا، وأميركا، فيجب أن نرتب أمورنا بأيدينا؟