استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى وفدًا من التيار الوطني الحر، برئاسة النائب جبران باسيل الذي قال بعد اللقاء: نحن في الحقيقة مع بداية تجدد الحراك السياسي الداخلي، بالتواصل مع كل القوى اللبنانية الحية – النيابية والروحية – من أجل ترجمة التضامن الوطني بين اللبنانيين الذي رأيناه في الحرب التي شنتها إسرائيل علينا، بالرغم من كلِّ الخلافات السياسية. هذا التضامن نحاول أن نمدده ونترجمه حركة سياسية تؤدي بالنهاية إلى تفاهم لبناني على انتخاب رئيس للجمهورية، على أن يجسد الرئيس المنتخب هذا التضامن الوطني، ويترجم هو وحكومة إنقاذ وطنيّ تفاهمًا لبنانيًّا على كيفية إبعاد لبنان عن الحروب، وعن الصراعات، وحمايته والدفاع عنه بوجه أعدائه، وتحديدًا إسرائيل، فأحببنا أن نبدأ هذا الحراك من دار الإفتاء، وهذا بالنسبة إلينا علامة أساسية أن نقصد البدءَ من هذه الدار التي تجمع كل اللبنانيين، والتي من خلالها نريد أن نقول رسالة الوحدة والتضامن والمحبة لنا جميعًا، لأنه بالرغم من كل فوارقنا، وبالرغم من كل خلافاتنا السياسية الكبيرة، اِستطعنا أن نُرِيَ العالم – رغم خوفنا من أن ندخل في مشاكل داخلية -اِستطاع شعبنا بطيبته وتضامنه أن يُرِيَ الجميع أنه قادر على تحمُّل الخلاف السياسي، ويقدِّم الوحدة الوطنية والشعور الإنساني على كلِّ المشاكل الأخرى، من أجل ذلك – ومن هذه الدار – نبدأ حراكنا لنقول: إنَّنا نحن معنيّون بالتواصل مع الكل، عندنا استحقاق أساسي في ٩ كانون الثاني، وإن شاء الله نصل إلى الموعد بخير، ونرجو ألا تتجدد الإشكالات على الحدود، وألا تتجدد الاعتداءات ،لأنَّ الأزمة التي نشأت لم تنته بعد، نحن في فترة وقف إطلاق نار، ونأمل أن نتوصَّلَ من خلالها إلى وقف كامل، وحل سلميٍّ دائمٍ مستدام، وهذا يتطلب أن نكون في دولة لها رئيس وحكومة، ويكون بينهما تفاهم وطني كبير على كيفية حماية لبنان، وإبعاده بشكل نهائي عن الحروب، من أجل ذلك نحن معنيون بالعمل معًا، وممنوع علينا عدم الاتفاق على رئيس يجمعنا، ويجب أن نحدد مهمته، وكيفية التكاتف سوية مع الحكومة لخلاص البلاد.
سئل: في حال لم يتم الاتفاق على اسم رئيس للجمهورية بين الكتل السياسية فهل سيكون انتخاب؟
أجاب: أنا أعرف بالتجربة أننا نستطيع التواصل حول لائحة أسماء مع كل الكتل النيابية، وأعرف أن الاتفاق والتفاهم ممكن جداً، ويترجم بالآراء التي سمعناها من كل الكتل النيابية، ورأينا أكثر من اسم يمكن أن يكون التوافق عليه، فيجب نفي هذا الاحتمال، والتوافق والتفاهم على رئيس هو أولوية مطلقة، لكن إذا تعذر ذلك فإنَّ انتخاب رئيس أفضل بكثير من لا رئيس.
سئل: في حال عادت الحرب – لا سمح الله – فهل سيُنتخب رئيس؟
أجاب: نأمل أن لا تتجدد الحرب، ومن الخطأ ربط انتخاب رئيس بالحرب أو عدمها، فهذا استحقاق لبناني، ونحن لبنانييون ولسنا إسرائيليين ولا إيرانيين، والتفاهم على الرئيس اللبناني يحدده اللبنانييون، وهذا استحقاق يجب حصوله بمعزل عن أيِّ أحد آخر، فإيران عند وفاة رئيسها لم تؤخِّر إنتخاب رئيس خلف له، ولو أنَّ إسرائيل في حالة حرب، ولديها استحقاق انتخابي، فلن تؤخِّره هي الأخرى، بل ستنجزه في حينه، فلا يصح أن نربط استحقاقًا داخليّصا لبنانيًّا بأحداث المنطقة،فهذه يمكن أن تطول ولا تنتهي.
سئل: هل انتخاب الرئيس صناعة لبنانية؟
أجاب: النواب لبنانييون فيجب أن يكون قرارنا لبنانيًّا، ومادمنا قادرين على التفاهم مع بعضنا كلبنانيين، – وقد تجنبنا المشكلة الأصعب وهي حرب إسرائيل – واستطعنا التفاهم داخليًّا، واستقبلنا الوافدين نتيجة التهجير الإسرائيلي لهم، وأبدينا تضامننا معهم، فإننا نستطيع أن نقوم كذلك بالتفاهم ذاته، وأنا مقتنع بنتيجة الحركة التي نقوم بها بأننا قادرون على التفاهم.
سئل: هل هناك وصاية دولية؟
أجاب: لا وصية لأحد عليك إن كنت راشدًا.