أقام صندوق الزكاة في لبنان التابع لدار الفتوى حفل إفطار في البيال برعاية مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وحضور النائب محمد خواجه ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الداخلية القاضي بسام مولوي ممثلا رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وممثلين عن رؤساء الحكومة السابقين ورؤساء الطوائف الإسلامية ووزراء ونواب حاليين وسابقين والعديد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والنقابية والعسكرية والإعلامية ورؤساء الجمعيات الإسلامية.
استهل الحفل بعرض فيديو عن أعمال ونشاطات صندوق الزكاة، ثم ألقى رئيس مجلس أمناء صندوق الزكاة القنصل محمد الجوزو كلمة جاء فيها: إن طُمُوحَنا اليوم هو رفع عدد المستفيدين من الصندوق إلى أكبر عدد ممكن، فالنية معقودة بفضل الله ثم بفضل دعمكم ومؤازرتكم على رسم الفرحة على وجوه الناس، وإدخال السعادة إلى قلوبهم، سائلين الله تعالى أن تتراجع أعداد المحتاجين ويزدهر وطننا لبنان، ولا يمكن تحقيقُ هذا الطموح إلا من خلال التعاون مع جناح لبنان المغترب الذي كان أول من حمل لواءَه الحاج نبيه صيداني رحمه الله، فالاغترابُ يشكّل أحد ركائز الاقتصاد الوطني، والداعم لعمل الخير منذ زمن طويل، وفي هذه الظروف الاستثنائية بشكل خاص.
ومن هذا المنطلق، فإننا سنكون على تواصل مباشر مع أهلنا في الاغتراب عبر إنشاء فروع لصندوق الزكاة في الخارج.
وألقى المفتي دريان كلمة جاء فيها:
يُشَكِّلُ الصُّنْدُوقُ اسْتِجَابَةً لِلاحْتِيَاجَاتِ المُتَزَايدَةِ لدى فِئَاتٍ عَرِيضَةٍ مِنَ النَّاس.
كَانَتْ ظُرُوفُ الحُرُوبِ الدَّاخِلَيَّةِ قَدْ نَالَتْ مِنْهُم . وَرغْمَ أنَّ صَنَادِيقَ الزَّكاةِ سَاعَدَتْ مِئَاتِ الآلاف ؛ فإنَّ أَهَـمَّ نَجَاحَاتِها كانَ فِي اسْتِمْرَارِها .
فنحن فِي حَوَالَى العَامِ الأرْبَعِينَ مِنْ عُمْرِ الصُّنْدُوق، وما يَزَالُ قائماً بَلْ وَمُزْدَهِراً، والسِّرُّ فِي هَذّا الازْدِهَارِ يَنْقَسِمُ إلى ثَلاثَةِ أَقْسَام:
الأول: صَفَاءُ نِيَّةِ الذين أَقَامُوه، وَلا شَيْءَ يَفُوقُ الإِخْلاصَ في إِنْجَاحِ المُؤَسَّسَات.
والثَّانِي: الثِّقَةُ بِالمُجتَمَعِ وَكِبَارِه منذ قامَ الصُّندُوقُ على أيدي أعمِدَةِ المجتَمَعِ وسَوَاعدِه، الذين أَسَّسُوا وَأَوْرَثُوا وَصَنَعُوا، وَمَا يَزَالُونَ يَصنَعُونَ الجَدِيدَ وَالمُتَقَدِّمَ في الخَيرِ وَالعَطَاء.
أمَّا القِسْمُ الثَّالِثُ فِي نَجَاحِ مُجتَمَعِ الزَّكَاة فَهُوَ المُجتَمَعُ نَفسُه الذي أَقْبَلَ بِكُلِّ كَوَادِرِهِ ِ على الصُندُوقِ تَبَرُّعاً وإِنشَاءً، وَهِبَاتٍ في العَمَل وَالمُبَادَرَة.
أعادَ صُندُوقُ الزَّكاةِ صُنْعَ مُجتَمَعِ الخَيرِ في لبنان، وَصَارَ لَدَى الفُقراءِ مَلاذٌ وَوِجْهَةٌ يَقْصِدُونَها، وَدَفَعَ كَثِيرِينَ لتَجديدِ الوَعْيِ بِالوَاجِبَاتِ الاجْتِمَاعِيَّةِ والأَخلاقِيَّات، والالتفاتِ لِصُنْعِ الجَدِيدِ وَالمُتَقَدِّم.
اضاف: إنَّ الذي يَنْبَغِي قَولُهُ وَسْطَ هذه التَّحَدِّيَات أنَّ المُجتَمَعَ السِّيَاسِيَّ الذي كان يَنْبَغِي أنْ يَكونَ لَهُ دَورٌ إِيجَابِيّ لِوَضْعِ الأُمُورِ فِي نِصَابِها، لا يَقُومُ بِالحَدِّ الأَدْنَى مِن وَاجِبَاتِه.
نحن في أوضاعٍ ما عَادَ يُمكِنُ مَعَها التَّكَتُّمُ أو قِرَاءَةُ الخَوَاطِر. وَلِذَلِك، أُشِيرُ بِإِصْبَعِ الاتِّهَامِ إلى الفِئةِ المَسؤُولَةِ أَكْثَرَ مِنْ غَيرِها، عَمَّا نحن فيه مِنْ شَقاءٍ وَتَعَاسَة، إنَّه المُجتَمَعُ السِّيَاسِيُّ الذي يَحتَاجُ إلى تقويم، وإلى اسْتِعَادَةِ الإِحساسِ بِالمَسؤُولِيَّة الوَطَنِيَّةِ.
دَارُ الفَتْوى حَرِيصَةٌ عَلى لُبْنَان، وحُقُوقِ كُلِّ مُكَوِّنَاتِهِ تَحْتَ سَقْفِ الدَّوْلَةِ وَمُؤَسَّسَاتِهَا، وَتُعَوِّلُ عَلَى حِكْمَةِ المَسْؤُولِينَ لإِيجَادِ حُلُولٍ لأَزَمَاتِنَا وَفِي طَلِيعَتِهَا انْتْخَاب رَئِيسٍ للجُمْهُورِيَّة جَامِعٍ بَيْنَ اللبْنَانِيِّين، وَحَكَمٍ بَيْنَ السُّلُطَات، لِيَكُونَ هُوَ المَثَلُ وَالمِثَالُ لِلحَاكِمِ الصَّالِحِ الحَرِيصِ عَلَى شَعْبِهِ.
ثم منح المفتي دريان وسام الخير للوزيرة السابق ليلى الصلح حمادة نائب رئيس مؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية بناءً على قرار مجلس أمناء صندوق الزكاة تقديرا لإسهاماتها وعطاءاتها المميزة ودورها الإنساني الرائد في ميدان العمل الاجتماعي والخيري والزكوي، وقدم الجوزو باسم مجلس أمناء صندوق الزكاة درع الصندوق عربون محبة وتقدير.
وقالت الوزيرة الصلح اليوم أتم الله نعمته علي فأكرمني في أمتي وملَّتي … شكراً لصاحب السماحة الشيخ عبداللطيف دريان لمنحي هذا الوسام تقديراً لعملي… وشكراً لرئيس صندوق الزكاة الأستاذ محمد الجوزو لإفساح المجال تكريماً لمؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية التي كانت وستبقى إلى جانب المؤسسات الإسلامية وأيضا إلى جانب صندوق الزكاة..