استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى الهيئة الإدارية لاتحاد جمعيات العائلات البيروتية برئاسة محيي الدين كشلي الذي قال بعد اللقاء: تشرفنا بلقاء سماحته وهنّأناه بدايةً باقتراب ذكرى مولد نبينا محمد صلى الله عليه وسلّم، متمنين أن تكون هذه الذكرى العطرة، مناسبة كي يتوحد المسلمون واللبنانيون، على النهج القويم والسليم، الذي أرساه سيّدُ الخلق سيدنا محمد عليه أفضلُ الصلاةِ وأتمّ التسليم.
لقد تداعينا كهيئة إدارية للاتحاد، وطلبنا موعداً عاجلاً مع سماحة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، مسارعين لاستنكار ما سمعناه من كلام مستغرب ومستهجن من أحد الأشخاص في البقاع، الذي ربما لم يعرف سماحته حقّ المعرفة، ولا وصل إلى مسامعه المواقفُ الصلبة التي كررها سماحته أكثر من مرة، منذ بدء العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة غداة «طوفان الأقصى». لقد أكد المفتي شجبه واستنكاره ورفضه ورفض المسلمين السنّة في لبنان للاعتداءات الإسرائيلية على غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان، داعياً إلى وقفها فوراً. كما طالب المجتمع الدولي والإسلامي والعربي، إلى دعم قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. كذلك طالب اللبنانيين بدعم إيصال المساعدات الإنسانية للمحاصرين المظلومين من أهالي غزة خصوصاً. وهذا الموقف سانده فيه كل الشرفاء في بيروت والمناطق، ونحن منهم كاتحاد جمعيات عائلات بيروتية.
إننا مع سماحة المفتي، نطلب من هذه الدار، من الأمم المتحدة والولايات المتحدة وأوروبا والعالم، أن يقفوا مع الحق الفلسطيني ضد المحتل الإسرائيلي، مناشدين إياهم الإسهام في وقف المذبحة بحق المدنيين الفلسطينيين العزّل في غزة، ووقف العدوان على الضفة وجنوب لبنان.
ونؤكد أن سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية، لا يحتاج إلى شهادة، لا في الوطنية ولا في العروبة الحقة، ولا في دعم القضية الفلسطينية. إن عشرات، بل مئات المواقف الصادرة عن سماحة المفتي وهذه الدار الوطنية والعربية والإسلامية، كافية للردّ على أي مشكك أو أي مضلََّل به. وندعو المشككين إلى أن يراجعوا مواقف سماحته ومواقف هذه الدار الجامعة، تجاه قضية فلسطين وكل القضايا العربية والإسلامية. وننصح أي شخص أو أشخاص أساؤا إلى هذه الدار، إلى أن يكونوا شجعاناً، فيعتذر – و يعتذروا- من سيّد الدار وما يمثّل ومَن يمثّل.
كان اجتماعنا مع سماحته مناسبة أيضاً لبحث مواضيع بيروتية ووطنية، وقد شددنا لسماحته أن الاتحاد لا يألو جهداً للعب دوره الاجتماعي والتربوي والإنساني، في الوقوف إلى جانب أهلنا في بيروت بحسب قدراته وإمكانياته. والله سبحانه وتعالى، وليُ التوفيق.