وصل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان الى دولة الإمارات العربية المتحدة، وكان في استقباله في مطار أبو ظبي معالي الدكتور محمد مطر سالم الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف الإماراتي وسفير لبنان في دولة الإمارات فؤاد دندن، وشارك المفتي دريان في افتتاح أعمال الملتقى الخامس لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة بدعوة من رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي العلامة الشيخ عبد الله بن بيه بحضور وزراء ومفتين وكبار العلماء في العالم.
وتحدث المفتي دريان خلال مشاركته في المنتدى عن حِلفُ الفُضول، بِوَصفِهِ فُرصةً لِلسَّلامِ العَالَمِيّ وقال: لقد كانَ الحِلفُ المَذكُور، تَحَالُفاً على فِعلِ المُرُوءَةِ وَالخَيرِ وَالأَخلاق، وَنُصرَةِ الضَّعِيفِ وَالمَظلُوم، وَالتَّأكِيدِ على حُقوقِ الضِّيَافَةِ وَالجِوَار.
أضاف: أَنَّ الالتقاءَ على الخَيرِ وَالمَعرُوف، يَجْعَلُ مِنَ القِيَمِ الأَخلاقِيَّةِ مُشتَرَكَةً وَعَالَمِيَّة. وإذا تَوَحَّدَتْ تَحتَ هذه المِظَلَّة، أَمْكَنَ لِعُلمَاءِ الأَديانِ والسِّيَاسِيِّين، أنْ يَنضَمُّوا إلى مُبَادَرَةِ الخَيرِ هذه، أو يَصْنَعُوا مُبَادَرَاتِهِمُ الخاصَّةَ بِهِم، وهذه المَقُولَةَ إِنْ سَادَتْ بِمُسَاعَدَةِ مُنتَدَى تَعْزِيزِ السِّلم، وَحُلَفَائهِ في العَالَم؛ فَإِنَّهَا تَبعَثُ رِسَالَةَ سَلامٍ إلى العَالَم، مِنْ خِلالِ المُؤَسَّسَاتِ الدَّولِيَّة، وَهِيَ مَقُولةٌ لا يُمْكِنُ رَفضُها، وَمِنْ خِلالِ العَمَلِ عليها، يُمْكِنُ أَنْ تَسْتَدْعِيَ تَدَاعِيَاتٍ وَتَفَاصِيلَ وَبَرَامِجَ لِلحُقوقِ وَالوَاجِبَات، تُؤَازِرُ الإِعْلانَ العَالَمِيَّ لِحُقوقِ الإِنسان، وَتُدْخِلُهُ على عَالَمِ الأَدْيَان.
وتابع قائلاً: كَانَتِ المُرُوءَةُ مَعْرُوفَةً عِنْدَ العَرَب، وَكَذلِكَ حُقوقُ الضِّيَافَةِ وَالجِوَار. لكنَّها كَانَتْ فَضِيلةً لا يَرْتَفِعُ لِمُستَوَاهَا غَيرُ أَهْلِ الهِمَّةِ العَالِيَة، وَذَوُو المَالِ وَالجَاه. وَنَمُوذَجُ حِلْفِ الفُضُول، يُحِيلُ هذه الفَضِيلَةَ إلى عَهدٍ أو مِيثاقٍ يُمكِنُ لِكُلِّ أحدٍ أَنْ يَدْخُلَ فيه، بِالتَّكَافُلِ وَالتَّضَامُن، وَحُسنِ السُّمْعَة، وَاتِّسَاعِ الآفاق.
وختم: نَحْنُ خُمْسُ سُكَّانِ العَالَم، وَتُرِيدُ كَثْرَتُنَا العُظْمَى العَيشَ فِيهِ وَمَعَه، وَلَدَينَا مَا نُسْهِمُ فِيه، فَبَدَلاً مِنَ التَّصَارُعِ وَالتَّقَاطُع، نَحنُ نَقولُ لِلْعاَلَم، لا نُرِيدُ أَنْ نُخِيفَ العَالَم، وَلا أَنْ نَخَافَ مِنْه، وَإِنَّمَا نُريدُ الإِسَهَامَ في سَلامِهِ وَتَقَدُّمِهِ وَأَمْنِه. وَرُوحُ حِلْفِ الفُضُولِ وَأَخْلاقُهُ وَمُرُوءَتُهُ وَخَيرُه؛ كُلُّ ذَلِكَ مَعرُوضٌ مِنْ جَانِبِنَا، لِلخُرُوجِ مِنَ العُنْفِ وَالتَّقَاطُع، إلى أَخْلَاقِ الخَيرِ وَالتَّوَاصُل، وَقَدْ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي القران الكريم: “فاسْتَبِقُوا الخَيرَات” إِنَّهُ تَنَافُسٌ فِي مُبَادَرَاتِ الخَير، وَليسَ فِي هَيْعَاتِ الخَوفِ وَالتَّخْوِيف.