استقبل سماحة المفتي في دار الفتوى النائب فؤاد مخزومي رئيس حزب الحوار الوطني رافقه النائب التنفيذي لرئيس الهيئة الإدارية في الحزب المهندس ابراهيم زيدان، ومدير عام مؤسسة مخزومي السيد سامر الصفح، ومدير شبكات التواصل الاجتماعي مروان صبان. وعرض معه شؤون الدار والأوضاع العامة في البلاد.
وبعد اللقاء قال النائب مخزومي إن الزيارة هي لتقييم الأضباع الصعبة التي يمر بها البلد، لافتاً إلى أن البحث تناول المواقف الأخيرة للبطريرك الراعي التي تؤكد أن لبنان بلد حياد بعيداً عن سياسة المحاور، وترفض عزلته عن أشقائه العرب وأصدقائه من الدول. وأكد أهمية هذه المواقف، داعياً إلى ضرورة تطبيقها ضمن إطار يحاكي الأوضاع المالية والاقتصادية والمعيشية ويعمل على إيجاد الحلول السريعة والفعالة لها، لا سيما أن لهذه الملفات الأولوية قبل أي شيء آخر. وقال إنه تمنى على سماحة المفتي الوقوف كعادته إلى جانب اللبنانيين الذين يعانون من أوضاع صعبة على المستويات كافة.
أضاف: الطبقة السياسية التي حكمت البلد منذ عقود عبّرت في وقت سابق عن استعدادها لإجراء التحقيق الجنائي لم تكن تعلم تبعات هذا القرار ونتائجه، ولذلك رفضت إجراءه لاحقاً، مشدداً على أنه يحق للبنانيين معرفة ما يحصل في هذا الإطار خصوصاً لجهة الخسائر الفعلية والأرقام الحقيقية التي تظهر بوضوح المشكلة المالية التي يعاني منها البلد. وأسف من تدهور الوضع الاقتصادي الذي يتجه إلى الأسوأ، خصوصاً في ظل التعاميم والقوانين الجديدة التي تتخذها المصارف في ما يتعلق بالـ fresh money ، متسائلاً عن نتائج هذه التعاميم والهدف منها.
على الصعيد الحكومي، أكد مخزومي أن الجميع يتمنى النجاح لهذه الحكومة لأن مصير اللبنانيين مرتبط بأدائها وبالقرارات التي تتخذها، لافتاً إلى أن اللبنانيين ضاقوا ذرعاً من الكلام عن مؤامرات تعرقل عمل هذه الحكومة التي أتت بأصوات 67 نائباً منحوها الثقة، داعياً الرئيس حسان دياب إلى تسمية المعرقلين والمتآمرين على حكومته بالأسماء.
ورداً على سؤال حول مسار المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، لفت مخزومي إلى أن وفد خبراء الصندوق عقد 17 اجتماعاً تفاوضياً مع السلطات اللبنانية لكنهم لم يلمسوا حتى اليوم جدية في التعاطي لا سيما في غياب رقم موحّد للخسائر، مشيراً إلى أن الصندوق يريد مساعدتنا لكن يطلب في المقابل أرقاماً واضحة وحقيقية وهذا ما لم يحصل عليه حتى الآن، ومعتبراً أن الأهمية لا تكمن في حجم المساعدة المقدمة من الصندوق بل في ما تمثله هذه المساعدة أي استعادة الثقة بلبنان، لا سيما أن المجتمع الدولي لا يثق بالحكومة ولا بمجلس النواب. وأشار إلى تحكّم حزب المصارف بمفاصل القرار، متوقعاً أن يصبح مجلس النواب مسؤولاً عن اتخاذ القرارات عوضاً عن الحكومة، ومستغرباً أن من يعرقل عمل الحكومة اليوم هو نفسه من أعطاها الثقة، مذكراً بأنه لم يمنح هذه الحومة ثقته.
وحول انقطاع التيار الكهربائي، تساءل مخزومي عن مصير الفيول الذي يدفع المواطن تكاليفه، مؤكداً أن التهريب عبر المعابر الحدودية غير الشرعية التي يبلغ عددها أكثر من 136 معبراً هو مصير هذا الفيول، ولافتاً إلى سوء إدارة الحكومة في هذا الملف. وقال إنه يهنئ محافظ بيروت الجديد مروان عبود على إحيائه لملف الكهرباء في العاصمة، مؤكداً دعمه القضايا التي تهم العاصمة لا سيما في ملف النفايات وترسية العقود بالتراضي في المجلس البلدي وخير دليل على ذلك ما يجري في ما يخص تأهيل نفق سليم سلام، ومتوقعاً أن يعمد المحافظ إلى التصدي لعمليات السرقة والنهب.