استقبل سماحة المفتي في دار الفتوى وفدا من القوات اللبنانية ضم: نائب رئيس الحكومة السابق غسان حاصباني، الوزيرة السابقة مي شدياق، الوزير السابق ريشار قيومجيان، النائب ماجد إدي أبي اللمع، النائب أنيس نصار، وبعد اللقاء قال الوزير السابق حاصباني: قمنا اليوم بزيارة صاحب السماحة موفدين وناقلين التحية من الدكتور سمير جعجع، وأعربنا عن تقديرنا لمواقفه الوطنية الحريصة على العيش المشترك والسيادة، والنابعة من حرصه على العيش الكريم للإنسان في لبنان.
أتت زيارتنا اليوم ونحن نمر في ظروف غير مسبوقة وصعبة، والتي تتطلب من جميع اللبنانيين الحكمة والتلاقي على القواسم المشتركة والثوابت الوطنية والمسؤوليات الاجتماعية.
قمنا مع صاحب السماحة بجولة على الوضع العام والمبادرات البناءة، سيما مبادرة صاحب الغبطة البطريرك بشارة الراعي حول حياد لبنان، وفك الحصار عن الشرعية والقرار الحر، وكم نحن اليوم بحاجة لإبعاد لبنان عن الصراعات القائمة والناشئة، وتركيز كل الجهود على الإصلاح والمقاربات الإنقاذية. فالإصلاح والحياد واحترام الشرعية الدولية هم مداخل أساسية للنهوض بالدولة من جديد.
ومفهوم الحياد يرتكز على عدم التدخل في صراعات الآخرين، وعدم الارتباط بمحاور النزاعات، والإبقاء على انفتاح لبنان على المجتمع الدولي ضمن الثوابت الدستورية اللبنانية. أما الإصلاح، فيتطلب اليوم مقاربة مختلفة عن السابق ومتكاملة على الأصعدة المالية والنقدية والاقتصادية والبنيوية وفي القطاع العام تحديداً.
ولمسنا من صاحب السماحة حرصه على الوفاق الوطني والعيش المشترك، وتظافر الجهود نحو الحلول المنشودة، وانفتاحه على المبادرات والنقاش الوطني التي من شأنها تجنيب لبنان المزيد من التحديات التي نحن بغنى عنها.
كما شدد صاحب السماحة على دور دار الفتوى الوطني الجامع لما يحقق مصلحة اللبنانيين ووحدتهم، والحفاظ على كرامتهم. وأكد على العيش الواحد ضمن التنوع الذي يغني لبنان، وعلى أهمية الحفاظ على الثوابت الوطنية وتطبيق اتفاق الطائف، وأنه لا يمكن الاستمرار إلا تحت راية الدولة العادلة القادرة والقوية الراعية لكل شعبها.
نكرر الآن شكرنا في الختام وتقديرنا لاستقبال صاحب السماحة لنا ونتمنى له التوفيق بكل عمله ودوام الصحة والعافية.
سئل: هل هناك من فرق بين الحياد والتحييد؟
أجاب: يعني المفهوم واسع جداً وقابل للنقاش، المهم هو أن يكون لبنان بعيد عن صراعات الآخرين، وعن المحاور التي تنطلق من صراعات قديمة وصراعات جديدة، أن يركز على عمله الداخلي، على إصلاحاته، وعلى علاقاته الإيجابية مع جميع الأصدقاء والدول التي هي تضع لبنان بإطار الصداقة وتود مساعدة لبنان. أما بالنسبة لموضوع الحياد فيأتي دائماً ضمن الثوابت الدستورية الوطنية التي توافق عليها اللبنانيون، لذلك هذا الموضوع قابل للنقاش، لبنان هو رسالة كما نعلم جميعا وتوافقنا جميعاً علينا الحفاظ عليها، وأي نقاش يحدث بهذا الاتجاه يكون نقاشاً بناءً وقادراً على الخروج من لبنان من أزمته الحالية، فموضوع الحياد هو محط نقاش اليوم لمحاولة الحصول على إجماعٍ وطني حوله بصيغة تتطابق والثوابت الوطنية والدستور اللبناني وأيضاً موقع لبنان بهويته وتاريخه.
سئل: هل يعني ذلك استئناف بالنأي عن النفس؟
أجاب: استئناف ومتابعة لمقاربة تضع لبنان بعيداً عن صراعات الآخرين وفي صميم ثوابته، النأي بالنفس هي خطوة أساسية ضمن منظومة الحياد لا شك، ومفهوم الحياد مفهوم قابل للتشاور على أن يتم توافق حوله، أما كمفهوم أساسي لإبعاد لبنان عن الصراعات فهو ضروري الآن في وقتٍ يحتاج لبنان لأن يكون عضواً إيجابياً فاعلاً في المجتمع الدولي وأن يتفاعل بإيجابية مع المجتمع الدولي لخروجه من هذه الأزمة، هناك علاقات تاريخية مع محيطه العربي لا شك بذلك، وهي أساسية اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى في الوضع الذي يمر به لبنان، فعلينا أن نبقى ضمن الأطر الدستورية وأن ننظر إلى موضوع الحياد بإيجابية إلى أن يتم تقارب وجهات النظر حول توصيفه بشكل دقيق.